Admin 0
عدد الرسائل : 429 العمر : 36 المزاج : جيد مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: الأرض قبل الحبيبة الإثنين سبتمبر 29, 2008 8:33 am | |
| الأرض قبل الحبيبة وبعدما هبت الريحُ ... في حقول القمح يا ولدي .. ، وبعد ما أصيب الحقلُ ... بالصدأ الملوث بالغبارْ .. ! وبعدما تلونت وجوهنا .. من حرارة الشمس والهوانْ ... ، وبعدما ... وبعدما .. نزحت يا رفيقنا ... ، مع بعض جيران لنا .. ، ووالدي وأخوتي ... ، وبيتنا .. وكرمتي .. ، وكل من نهوى .. هناكْ .. ثابتون .. راسخونْ .. كالجذور ضاربونْ .. يزرعون للشعوبْ ... يحرثون فى الحقولْ .. للقمح يرقصونْ .. لله يسجدونْ .. في صبح كل عيدْ . * * * يا صاحبي العزيزْ ... وحيثما تكون ْ.. في الهند في الصومالْ .. في الكنغو .. واليابانْ .. والنمسا .. واليونانْ ... ، وفي بلاد قاتلينا .. ، ومن حطموا نايي .. وعودي .. تلك أخباري إليكْ .. ساردا بعدى .. وحزني .. وغربتي .. ووحدتي ، فقصتي من البدايةْ .. رواية طويلة ... طويلةْ فصولها حزينة ... ذليلةْ حوارها مشوقٌ .. سطورها هزيلة .. هزيلةْ وتلك أطراف الروايةْ . * * * أرجوك يا صاحبي .. أرجوك أن تكونْ ... ، كالطود شاهقا .. كالجذر ضاربا .. كالصخر راسخا .. فلا تذرف الدموعْ يا صاحبي .. خرجت ... منذ عشرين عاما .. خرجتُ .. ذات ليلةٍ .. ، فكان في بيتي دخيلْ ... ، وكان جدّي عليلْ ... ، ونحن أطفال صغارْ ... ، ووالدي ممزق الرداء .. ممزق .. ممزق .. ممزقُ . * * * كانت المأساة .. يا صاحي .. فدعني .. ، ثم أنهيت الروايةْ ... ، والسر في النهايةْ ... لم يكن شيئا جديدا .. فتقرأ الكثير ... أنتْ .. عن روايات قديمةْ .. كي ترى لون الحقيقةْ ... ، أو تعي سرّ القضيةْ .. ، ففي نهاية الحوار .. لم تدرك الكلامْ ... ، أو تفهم الحقيقةْ .. ! فالزيف يا صاحبي .. طلاء أعدائي المفضلْ . * * * ولنترك الحزن جانبا ... ، والشجو والبكاء .. ولنملأ " الغليون " تبغا ... ، أو نشعل السيجار .. فالأصدقاء يلعبون .. بالأرض يعبثون .. بالناس يهزؤون ... ، والبعض يلهو بالحبيبةْ !!! فتلك أطراف القضيةْ ... ، وتلك مأساتي الشجيةْ . * * * نزحت عن بيتي وحيدا .. تركت في الأرض الحبيةْ ... تركت كرمتي ... ، تركت إخوتي .. ، ووالدي .. ومنزلي .. وأمتي ... ، وكل شيء هناكْ .. تركت فيها دفاتري ... ، وكل أقلامي الرصاصْ .. لم يكن وقتا لدي ... لأكتب الشعر الشجي أو أرسم الأشجار في الحقول .. ؛ لأنني مكبلُ ... محطم معللُ ... مذ كنت طفلا صغيرا . * * * لم يفسحوا المجال .. ؛ كي أملك الكلام ... ، والقول والسؤال .. لم يفسحوا المجال .. ؛ كي أطرح النقاش .. لو مرة .. يا صاحبي ليولد السلام .. ؛ فدائما يعذبون .. ، والدي مرةً ... ، ومرة إخوتي ... ، وأميّ العجوز .. فيتركون منزلي .. ؛ ويهجرون كرمتي .. ؛ فلن .. ولن يكون ... ، وهم كالنخل راسخون .. كالجذر ضاربون .. في عمق عمق أرضنا .. في عمق عمق قلبنا .. حتى نلبي النداء * * * وبعد عشرين عاما .. وعامْ قد مات والدي .. ليس في الفراشْ .. وليس بالرصاصْ .. لكنهم قتلوهْ قد مات يا صاحبي من أجل كرمنا الصغيرْ .. ؛ وبيتنا الجميلْ ... ، من أجل أشجار النخيلْ .. لأن جارنا الدخيلْ ... ؛ يقطف الثمارْ ... ، وينهب الغلالْ .. ، ويحمل التراب في المساء .. في الصباح .. كيفما يشاء . * * * وبعد عشرين عاما .. وعامْ .. كُبّلتُ بالحديدْ .. ؛ لأترك المكانْ .. ، والأرض والحبيبةْ ... ، وإخوتي الصغارْ .. الأرض والحبيبةْ .. لفظان توأمانْ ... عقدان جوهرانْ .. في الصدر يلمعانْ .. لكنني مكبلُ . * * * سيَّان قيد السلاسلْ ... سيَّان ترك المنزلْ .. لكنني شديدْ ... ، وفي غدٍ نعودْ لابد أن نعودْ.. لابد أن نعودْ .. للأرض قبل الحبيبةْ . | |
|